بعض الناس يتحاشى الحليب و مشتقاته لأنه يسبب اضطراب في الجهاز الهضمي
اللاكتوز او سكر الحليب (بعض الأحيان يسمى سكر اللبن)؟
ما هو ؟ ما هي عواقبه؟ كيف يتم تشخيصه؟ كيف تتعايش معه؟
اللاكتوز (أو سكر الحليب) هو مركب سكري موجود في الحليب مكون من جزيئين (جلوكوز + جالاكتوز) كلاهما مصدر للطاقة
أنزيم اللاكتيز يكسر اللاكتوز الى الجزيئين المذكورين و من ثم يمكن امتصاصه
هذا الإنزيم موجود في صغار السن و يقل مع زيادة العمر و له هدف ان الأطفال يعتمدون على الحليب كمصدر غذاء و يقل هذا الاعتماد مع التقدم في العمر
هناك نسبة لا بأس بها من الناس عندهم نقص في هذا الإنزيم (نقص اللاكتيس) و من ثم يتعرضون لأعراض حين استهلاك الحليب أو أحد مشتقاته و يكون فيها كمية سكر اللاكتوز عالية
إذا كان إنزيم اللاكتيز موجود فيتم تكسير اللاكتوز و يتم امتصاصه
أما إذا كان هناك نقص في الإنزيم فشكر اللاكتوز ان يتم امتصاصه و سيصل الى القولون حيث تكسره البكتريا و ينتج عنه غازات و سكريات تسبب ألم و إسهال و انتفاخ
و في بعض الإحصائيات ان متوسط النسبة للناس الذين لا يتحملون اللاكتوز تصل الى ٦٥٪ و تزيد و تنقص بناء على التوزع الجغرافي
حيث ان شعوب جنوب آسيا أكثر تأثرا من شمال أوروبا
و هنا نأتي الموضوع المثير للاهتمام الذي وجدته حين الاطلاع على الموضوع أكثر
يُعتقد أن الشعوب التي استأنست الحيوانات و بدأت بالرعي يقل لديها وجود نقص في انزيم اللاكتيز لأنهم تكيفوا مع السنين للإبقاء على الإنزيم وراثياً لاعتمادهم على الحليب كمصدر غذاء
و لذلك يعتقد ان هناك ثلاث مراكز في العالم حيث يكون فيها عدم تحمل اللاكتوز قليل و هي
شبه الجزيرة العربية
شمال أوروبا
و جزأ في افريقي
و هذه النظرية مبنية على دراسات جينة و تاريخية
تتفاوت كمية اللاكتوز في الحليب و مشتقاته و أعلى كمية توجد في الحليب و يقل اللاكتوز مع تحويله إلى مشتقاته
أكثر الناس لا يحس بأثر اللاكتوز الا إذا تعدى استهلاكه حد معين تقريبا ١٢ غرام
احد هذه الأعراض هو انتفاخ في البطن , ايضاً صدور الاصوات و اضطراب في حركة الأمعاء و الإسهال.
قد يكون عدم تحمل اللاكتوز دائم، أو عارض مثلاً بعد نزلة معوية، أو مصاحب لبعض الأمراض مثلا حساسية القمح إذا لم يلتزم بالحمية
يتم فحص عدم تحمل اللاكتوز عن طريق اختبار نفس
حيث يستهلك الشخص كمية من اللاكتوز و بعد فترة ينفخ في جهاز
يكون التعامل مع عدم تحمل اللاكتوز بأخذ المنتجات الخالية من اللاكتوز و هذه موجودة كخيار , أو استخدام الأغذية التي تحتوي على نسبة منخفضة من اللاكتوز , أو استخدام مواد بديلة للحليب الحيواني كاللوز و السوي و غيرها
و هناك اختيار استخدام انزيم اللاكتيز كحبة تؤخذ عند بداية استهلاك الأغذية التي تحتوي على اللاكتوز
و لكن لا ينصح بالاستغناء عن الحليب كليا حيث انه مصدر غذاء مهم
فمن الممكن الاستمتاع بالقهوة مع الحليب اذا كانت الكمية أقل من الحد الذي لا يتحمله الجسم
و ليس لعدم تحمل اللاكتوز آثار سيئة على الصحة أكثر من التضايق الذي قد يصاحب استهلاكه و عليه فقد يشرب الحليب شخص حتى لو كان عنده عدم تحمل , تجدر الإشارة أن عدم تحمل
سكر اللاكتوز مختلف اختلاف جذري عن حساسية الحليب التي قد تصيب الأطفال في سن مبكرة
د.مصعب سمامرة